التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جريدة صوت فلسطين والقدس للأدب والشعر-الْفَرْقُ بَيْنَ الدَّعْوَة وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالْجِهَاد-بقلم الأديب محمودعبدالمتجلي

الْفَرْقُ بَيْنَ الدَّعْوَة وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالْجِهَاد


الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ سَيِّدِنَا وَحَبِيبِنَا مُحَمَّد الصّادِقِ الْأَمِينِ أَنْ هَذِهِ الْوَاجِبَات الثَّلَاثَة تَحْتَاجُ إلَى كُتُبِ ومجلدات كَثِيرَةٌ لِشَرْح كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا وَلَكِنِّى ساتحدث عَن الفروف بَيْنَهُمَا بِإيجَاز بَسِيطٌ ذَلِكَ لِمَا رَأَيْت أَنْ الْكَثِيرَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِى حَاجَةٍ لِمَعْرِفَة الْفَرْقُ بَيْنَ كُلِّ مِنْهَا
أَوَّلًا الدَّعْوَة . وَهَى وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عُلِمَ شَيْئًا مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا قَالَ الحبيب( بَلَغُوا عَنَى وَلَوْ آيَةً )والدعوة لَهَا أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً فِى الإِسْلاَمِ فَهُوَ عَمَلٌ الْأَنْبِيَاءِ والمرسلين( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دعى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَال اننى مِنْ الْمُسْلِمِينَ )وللدعوة فِقْه خَاصٌّ وَهَى الدَّعْوَة بِالْحُسْنَى إِلَى أَبْعَدَ الْحُدُود (ادعو إلَى سَبِيلِ رَبِّك بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بالتى هِى احسن)الايه بَل وَقَد يَتَحَمَّل الدَّاعِيَة مايلقاه مِن سُخْرِيَة وَإِيذَاء دُونَ رَدِّ الْفِعْل الابالحسنى وَذَلِكَ هُوَ مَجَالٌ الدَّعْوَة والدعاة وَالْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِين
_ثانيا الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَهُوَ وَاجِبٌ شرعى أَيْضًا وَلَمْ تَكُنْ الْخَيْرِيَّة لِهَذِهِ الْأُمَّةِ إلَّا بِذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى (كنتم خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُون بالله)الاية
وَهَذَا الْوَاجِبُ لَهُ فِقْهِه ودرجاته وَمُعَامَلَة خَاصَّةً مَعَ النَّاسِ وَلَابُدّ لِمَنْ يَقُومُ بِذَلِكَ الْوَاجِبِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِفِقْهِه ودرجاته حَتَّى لايتسبب فِى مُنْكَرٍ أَكْبَرَ مِمَّا يُغَيِّرْهُ فَإِنْ تَغْيِيرُ الْمُنْكَرِ بِالْيَد لايكون إلَّا لِمَنْ يَقْدِرُ عَلَى . ذَلِكَ وَلَا يُسَبِّب مُنْكَرًا أَكْبَر كَمَن يُغَيِّرُ الْمُنْكَرَ مَعَ أَوْلَادِهِ أَوْ أَقْرِبَائِهِ أَوْ أُنَاسٌ يُقَدِّرُونَه ويطيعون أَوَامِرِهِ أَوْ يَكُونُ ذَلِكَ لِلْحَاكِمِ الَّذِى عِنْدَه الْقُدْرَةُ دُونَ التَّسَبُّب فِى فَسَادِ أَوْ مُنْكِرٍ أَكْبَرَ وَكَذَلِك التَّغْيِير بِاللِّسَان يَكُون لِلْعُلَمَاءِ أَوْ الدُّعَاة حَيْثُ إِنَّهُمْ يَمْلِكُونَ الْحِجَّة وَالْبُرْهَان وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّهُ لاَيَجُوز لِعَوَامِّ الْمُسْلِمِينَ بَلْ هُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ الْأُمَّة بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بدرجاته فوقهه ولايترتب عَنْه مُنْكَرٍ أَكْبَرَ أَمَّا التَّغْيِيرَ بِالْقَلْبِ فَهُوَ تَرْكٌ مَكَانَ الْمَعْصِيَةِ وَالْبُعْدُ عَنْهُ أَنَّ كَانَ لايستطيع أَنْ يُغَيِّرَ الْمُنْكَرَ بِالْيَدِ أَوْ اللِّسَانِ بِالشَّكْل الصَّحِيح
_اما الْجِهَادِ فَهُوَ وَاجِبٌ أَيْضًا لِلدِّفَاعِ عَنِ بَيْضَةِ الْمُسْلِمِينَ وَحِمَايَة للدعاة مِنْ الْقَتْلِ لَهُم كماحدث للدعاة فِى بِئْرٍ مَعُونَةَ وَيَوْم الرّجِيع فَالْجِهَاد شُرِعَ لِإِزَالَةِ الحَواجِز بَيْن الدَّعْوَةُ إلَى اللَّهِ وَالْعَوَائِق الَّتِى تَعَوَّق وُصُول الدَّعْوَةُ إلَى النَّاسِ فِى كُلِّ مَكَان وَكَذَلِك شَرَع الْجِهَاد لِاسْتِرْدَاد بِلَاد واراضى الْمُسْلِمِين الَّتِى اِحْتَلْت مِنْ أَىِّ مُعْتَدّ عَلَيْهَا وَالْجِهَاد هُو ذُرْوَة سَنَام الْإِسْلَامِ كَمَا بَيَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إذَا لِكُلٍّ مِنْهُمْ فِقْهِه ودرجاته ومعاملاته الْخَاصَّةِ بِهِ بَلْ إنْ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالْجِهَاد لايكون وَاجِبًا لَوْ لَمْ تَتَوَفَّرْ الِاسْتِطَاعَة بَلْ يَكُونُ حَرَامًا إذَا تَسَبَّب فِى كَسْر شَوْكَةٌ الْمُسْلِمِين وَسَبَب مُنْكَرًا أَكْبَر لِلْإِسْلَام والمسلمين 
______________________________
بقلم/محمود عَبْد المتجلى عَبْدِ اللَّهِ .

تعليقات